free html hit counter
تسليه وترفيه

شرح قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم

شرح قصيدة لهوى النفوس سريرة لا تعلم

بيت من آيات المتنبي الشهيرة ، وجميع آيات وقصائد أبي الطيب هي من اختيار الشعر العربي ، وسألني كثير من أتباع هذه الزاوية عن معاني وشروح هذا البيت. ، ورد سببا لك ولأموالك ، فقال: “بالصدفة” ، أي اعترض فجأة ودون قصد ، كما قال عنترة بن شداد:

علقتها عرضا وأقتل قومها زعماً

لعمر أبيك ليس بمزعم

يقول: نظرت إليها فجأة وظننت أنني في مأمن من رغباتها ، فقال أبو العلاء المعري في شرح هذا البيت الرائع: قالت صدفة أي بغير قصد لأن الشغف سر ليس كذلك. يعرف لطفه ودقته ، ولا يوقفه إلا بعد أن يصاب به ، ونظرت سهوًا ، وما ظننت أن الشك سيجعلني أسقط في أفخاخ العاطفة ، لكني ظننت أنني سأصبح مسلمًا و لا تموت ، لكن الشك الذي اعتقدت أنه “انتهى” خيب أملي.
برأيي أيها السادة تفسير المعري أعم وأكمل من تفسير الوحيدي. يقول أبو الطيب المتنبي:

لِهَوَى النُّفُوس سَرِيرِه لَا تُعْلَمُ
عرضاً نَظَرْت وَخَلَت إنِّي أَسْلَم
يَا أُخْتَ معتنق الْفَوَارِس فِي الْوَغَى
لأخوك ثُمّ أَرَقّ مِنْك وَارْحَم
يرنو إلَيْك مَعَ الْعَفَاف وَعِنْدَه
أَن الْمَجُوس تُصِيب فِيمَا تَحَكُّمٌ
راعتك رَائِعَة الْبَيَاض بمفرقي
لَوْ أَنَّهَا الْأُولَى لِرَاع الأسحم
لَوْ كَانَ يُمْكِنَنِي سفرت عَن الصَّبِىّ
فَالشَّيْب مِنْ قِبَلِ الْأَوَانِ تلثّم
وَلَقَدْ رَأَيْت الْحَادِثَات فَلَا أَرَى
يققاً يُمِيت وَلَا سواداً يُعْصَم
والهمّ يخترم الْجَسِيم نَحافَة
ويشيب نَاصِيَة الصَّبِيّ وَيَهْرَم
ذُو الْعَقْل يَشْقَى فِي النَّعِيمِ بِعَقْلِه
وَأَخُو الْجَهَالَةُ فِي الشَّقَاوَة يَنْعَم
وَالنَّاسُ قَدْ نَبَذُوا الْحُفَّاظ فَمُطْلَق
يَنْسَى الَّذِي يُوَلَّى وعاف يَنْدَم
لَا يخدعنك مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُه
وَارْحَم شَبَابَك مِنْ عَدُوٍّ تَرَحُّم
لَا يَسْلَمُ الشَّرَفُ الرَّفِيعُ مِنْ الْأَذَى
حَتَّى يُرَاقَ عَلَى جَوَانِبِهِ الدَّمُ
يُؤْذِي الْقَلِيلِ مِنْ اللِّئَامِ بِطَبْعِه
مَنْ لَا يَقُلْ كَمَا يَقُل وَيَلُوم
وَالظُّلْمُ مِنْ شِيَمِ النُّفُوسِ فَإِنْ تَجِدْ
ذَا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لَا يَظْلِمُ
يَحْمِي ابْن كيغلغ الطَّرِيق وَعِرْسِه
مَا بَيْنَ رِجْلَيْهَا الطَّرِيقُ الْأَعْظَمُ .

تركت البيت الأخير لحفظ أدب الكتاب المقدس يقول المتنبي في تاريخ هذه الآيات: مشيت من الرملة وأردت أنطاكية سنة 336 ونزلت في طرابلس وهناك كان إسحاق بن إبراهيم بن كغلغ رجل جاهل جالس مع ثلاثة من أبناء حيدرة ، كان هناك عداوة قديمة بيني وبين أبيه ، فقالوا له إنه لا يحب أن يمر عليك النبي صلى الله عليه وسلم ففعل. لا تحمدك بل يحتقرك تسبيحك. وبدأوا في إغرائه معي ، فكتب إليّ إسحاق وطلب مني أن أمدحه ، فاحتجت بقسم أنني لا أمدح أحدًا لفترة. . ولما ذاب الجليد وخمد من لبنان خرجت أسيرًا على فرستي وسرت إلى دمشق ثم تبعني ابن كيجلاغ بالخيول والرجال وفشلت معهم. :

لسكر الْهَوَى أَرْوَى لعظمي ومفصلي
إذَا سَكِرَ الندمان مِنْ لَذّةٍ الْخَمْر
وَأَحْسَنُ مِنْ قُرِعَ الْمَثَانِي ونقرها
تراجيع صَوْت الثَّغْر يُقْرَع بِالثَّغْر
وَلَمَّا دَعَوْت الصَّبْر بَعْدَك والبكا
أَجَاب اُلْبُكَا طَوْعًا وَلَمْ يَجِبْ الصَّبْرُ
(وللأمانة التَّارِيخِيَّة ذَكَرَ أَنَّ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِلشَّاعِر أبوجعفر العذري)
وَقَدْ قَتَلَهُ غِلْمَانِه (ابن كيغلغ) بجبلة مِنْ سَاحِلِ الشَّام ، فَوَرَد الْخَبَرِ إلَى أَبِي الطَّيِّبِ الْمُتَنَبِّي ، وَهُوَ بِمِصْرَ فَقَال يهجوه :
قَالُوا لَنَا : مَات إِسْحَاق فَقُلْت لَهُمْ
هَذَا الدَّوَاءَ الَّذِي يُشْفِي مِنْ الْحُمْقِ
إنْ مَاتَ ، مَاتَ بِلَا فَقْدٌ وَلَا آسَف
أَوْ عَاشَ ، عَاش بِلَا خَلق وَلَا خُلق
فسائلوا قاتليه كَيْف مَاتَ لَهُمْ
مَوْتًا مِنْ الضَّرْبِ أَمْ موتاً مِنْ الْفَرْقِ
وَأَيْن مَوْقِع حَدِّ السَّيْفِ مِنْ شَبَح
بِغَيْر جِسْمٌ وَلَا رَأْسٍ وَلَا عُنُقٌ
لَوْلَا اللِّئَام وَشَيْءٍ مِنْ مُشَابَهَة
لَكَان الْأُمّ طِفْل لَفّ فِي خَرْقِ
وَالظَّاهِرُ أَنَّ ابْنَ كيغلغ لَم يَظْلِمُه الْمُتَنَبِّي فِي هجائه لَه ، فَقَد هَجَّاه الشَّاعِر ابْن كُشَاجِم فَقَالَ فِيهِ وَقَدْ افْتَصَد :
يَا فاصدا شَقّ عِرْقٌ إِسْحَاق
أَيْ دَمِ لَوْ عَلِمْت مُهْرَاق
سفكته مِنْ يَدِ معودة
لِنَيْل مَال وَضَرَبَ أَعْنَاقَ
اُكْتُفِي بِهَذَا الْقَدْرِ .
جَفَّ الْقَلَمُ ونشفت الْمَحْبَرَة فِي أَمَانٍ اللَّهِ .
كَاتِب كُوَيْتِي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!